أوقدت اليوم الاثنين شعلة دورة الالعاب الاوليمبية" بكين 2008" عن طريق أشعة الشمس أمام جبل أوليمبيا العتيق بأثينا ، وسط مظاهرات لمؤيدي قضية التبت الذين حاولوا إفساد الحدث.
وعلى الرغم من أن السماء كانت ملبدة ببعض الغيوم في ذلك الموقع الاثري ، فقد أضاءت كاهنة يونانية ، تؤدي دورها الممثلة اليونانية ماريا نافبليوتو ، الشعلة بأشعة الشمس مستخدمة عدسة محدبة أمام معبد الالهة هيرا.
وقبل بدء احتفال إضاءة الشعلة مباشرة ، تمكن ثلاثة من المتظاهرين المؤيدين للتبت من الركض على أرض ملعب الاستاد الموجود بمنطقة أوليمبيا حاملين رايات سوداء ولافتات خلال إلقاء ليو كي رئيس اللجنة المنظمة لاوليمبياد بكين كلمته.
وتمكنت الشرطة اليونانية من الامساك بأحد المتظاهرين الثلاثة الذي كان يحمل لافتة سوداء رسم عليها خمسة أصفاد يدوية بدلا من الدوائر الاوليمبية المتشابكة التي تمثل ا لقارات الخمس ، قبل أن تسنح له الفرصة لتمزيق اللافتة أمام عيون الملايين الذين تابعوا الحدث عبر شاشات التلفزيون .
وقال ليو الذي لم يبد عليه التأثر بمقاطعة المظاهرات "ستنشر الشعلة الاوليمبية النور والسعادة والسلام والصداقة والامل والاحلام على الشعب الصيني والعالم أجمع".
وذكرت تقارير إخبارية أن ثلاثة أشخاص من منظمة "صحفيين بلا حدود" التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها قد اعتقلوا ووجهت إلهم اتهامات بالازعاج.
وقالت المنظمة الفرنسية في بيان لها "إذا كانت الشعلة الاوليمبية مقدسة ، فإن حقوق الانسان أكثر قدسية منها .. لا يمكننا السماح للحكومة الصينية بالاستيلاء على الشعلة الاوليمبية ، رمز السلام ، دون التنديد بالموقف الدرامي لحقوق الانسان في هذا البلد".
وذكرت تقارير يونانية أن التليفزيون الصيني التابع للدولة انتقل إلى بث مشاهد قديمة مسجلة ليمنع المشاهدين الصينيين من مشاهدة هذه الاعتراضات.
وكان البطل الاوليمبي اليوناني ألكسندروس نيكولايديس ، الحائز على فضية في التايكوندو في أوليمبياد "أثينا 2004" ، أول حامل لشعلة أوليمبياد بكين في جولة الشعلة المقررة عبر اليونان التي ستمتد لمدة ستة أيام والجولة الدولية للشعلة الممتدة لخمسة أشهر والتي ستنتهي يوم حفل افتتاح الدورة الاوليمبية الصيفية في الثامن من آب/أغسطس المقبل.
وبعد تقديمه مع الشعلة من قبل الكاهنات اليونانيات والجري بها لبضع مئات من الامتار ، سلم نيكولايديس الشعلة إلى السباحة الصينية ليو تشيو جوان الحائزة على ميدالية ذهبية في دورة الالعاب الاوليمبية السابقة أثينا 2004 .
وتسبب المتظاهرون الذين ارتدوا قمصانا كتب عليها "تبت حرة" في تعطيل انطلاق جولة الشعلة بالتمدد أمام السيارات ومنع العدائين من المرور بالشعلة.
وكان المئات من رجال الشرطة اليونانية انتشروا في أرجاء الموقع الاثري بغرب بيلوبونيسي لتأمين الموقع بعدأن أضاء المتظاهرون "شعلة الحرية" قبل أسابيع قليلة في أوليمبيا أيضا في حملة للمطالبة بتحرير التبت.
وستسلم الشعلة الاوليمبية الرسمية للمسئولين الاوليمبيين الصينيين في 30 آذار/مارس الجاري باستاد "كاليمارمارو" الذي استضاف أول أوليمبياد في العصر الحديث والتي أقيمت في أثينا عام .1896
وسيصل عدد حملة الشعلة في اليونان إلى 646 شخصا يجوبون بها البلاد لمدة أسبوع حيث يقطعون مسافة 1528 كيلومترا.
وستقطع جولة الشعلة الاوليمبية مسافة 137 ألف كيلومتر على مدار 130 يوما عبر خمس قارات قبل أن تصل إلى الاستاد الاوليمبي في العاصمة الصينية في حفل افتتاح الاوليمبياد.
وكانت خطط الصين بمرور الشعلة الاوليمبية عبر هضبة التبت والتسلق بها حتى قمة جبل "إيفرست" أثارت غضب الجماعات الناشطة في التبت والتي تتهم بكين باستغلال المكان لتوصيل رسالة زائفة بوجود تناغم في منطقة الهيمالايا المضطربة.
وتضع القوات الصينية يدها على التبت منذ عام 1951 .
وظلت دورة الالعاب الاوليمبية التي تجرى كل أربعة أعوام ، هي الحدث الرياضي الاكثر إقبالا من الجماهير في اليونان القديمة وكانت ترمز إلى الهدنة بين المدن المتحاربة.
وأقيمت أول دورة أوليمبية عام 776 قبل الميلاد ، وتواصلت إقامتها إلى أن قرر الامبراطور البيزنطي المسيحي ثيودوسيوس التوقف عن إقامة الدورات الأوليمبية في عام 394 الميلادي.
وقال جاك روج رئيس اللجنة الاوليمبية الدولية في كلمته من داخل الاستاد العتيق "أعبر عن أملي في الرمز الذي ستمثله الشعلة للجميع وفي خلق الظروف الملائمة في أي مكان تصل إليه الشعلة من أجل مساعدتها على تحقيق الصدى المطلوب".
ومع دنو موعد انطلاق الدورة الاوليمبية لهذا الصيف ، يزداد النقد الموجه إلى اللجنة الاوليمبية الدولية من قبل جماعات حقوق الانسان من أجل الضغط على الصين لتحسين وضعها فيما يتعلق بحقوق الإنسان.