ما قادني لكتابة هذه المادة هو ما حدث مساء يوم الأربعاء أثناء مباراة توتنهام هوتسبير وتشيلسي في الدوري الانجليزي الممتاز والتي انتهت بالتعادل بأربعة أهداف في كل شبكة ، رقم جيد هجوميا .. وسيء بالتأكيد للدفاع وحراسة المرمى ، ولكن دعنا من ذلك ودعنا من الإثارة الصاخبة التي تمتعت بها هذه المباراة لنحاول التعمق في عنوان هذه المقال .. الشوط الأول للاعبين ، والثاني للمدربين.
إن عدنا لآخر مباراتين جمعت بين خواندي راموس وأفرام غرانت سنلحظ التفوق البائن جدا لصائد الكؤوس الإسباني والمعروف بفكره الكروي الثاقب ، نجح في قلب التأخر لفوز في مباراة نهائي كأس رابطة المحترفين الانجليزية ، وبالأمس نجح في تحويل التأخر بثلاثة أهداف لهدف إلى تعادل رائع لفريقه ، وكاد البلغاري ديميتار بيرباتوف أن يمنحه النقاط كاملة غير منقوصة لولا براعة حارس تشيلسي كارلو كوديتشيني.
نجح راموس في إقناع غرانت بابتلاع الطعم الذي وضعه له بكل سهولة حين دفع بدارين بينت (مهاجم ثالث) ، فما كان من غرانت إلا وأن دفع بأليكس ليحفظ التوازن الدفاعي بفريقه ، ولكن الحقيقة أن راموس كان قد حول طريقة اللعب داخل الملعب في تلك اللحظة ليلعب بمهاجم واحد فقط داخل الصندوق وهو بينت نفسه ، مع عودة روبي كين وديميتار بيرباتوف لخارج منطقة الجزاء مع الاعتماد على اللعب من العمق أكثر بسبب هذه الكثافة العددية في السبيرز ، وتابعنا جميعا هدفين من تسديدتين لتوم هادلستون وروبي كين بعد ذلك بالإضافة إلى هدف بيرباتوف الرأسي.
تفوق الإسباني تكتيكيا بصورة بائنة على نظيره الصهيوني الذي لم يجد قراءة المباراة أو معرفة تفكير راموس بالصورة الصحيحة.. إعادة مهاجمين لخارج منطقة الجزاء ، مع تحريك آرون لينون للعب بصورة حرة ، وفي المقابل دفع غرانت بأليكس ل(تثليث) الدفاع مع كارفالهو وتيري ، والإبقاء على كلود ماكيليلي المرهق في الارتكاز ، مع ملاحظة وجود هادلستون أيضا أيضا الذي دخل بديلا لجيرمين جيناس المصاب.
بهذه الخلطة السحرية نجح راموس في قلب موازين المباراة وإثبات أنه مدرب من الطراز الرفيع جدا ، وأثبت صدق نظرية أن الشوط الثاني للمدربين والأول للاعبين ، تفوق على نظيره بصورة بائنة على الرغم من أن لاعبي تشيلسي (كأفراد) أفضل من نظرائهم في توتنهام دون أدنى شك ، ولكن أين هو المدرب الذي يوظف كل هذه الامكانات بالصورة الصحيحة ؟؟.
ترحم الكثيرون حتى وإن لم يكونوا من عشاق تشيلسي على أيام (طيب الذكر) جوزيه مورينيو ، وزادت الأصوات حول قدرة غرانت على قيادة كتيبة البلوز المدججة بلاعبين على أعلى طراز.
وأختم بالمنظر الشهير بعد نهاية الوقت الأصلي لمباراة نهائي كأس (كارلينغ) حين كان خواندي راموس ومساعده غوستافو بويت (لاعب تشيلسي وتوتنهام سابقا) يقومان بتوجيه اللاعبين ومنحهم الجرعات الحماسية اللازمة ، فيما كان يقوم بهذه المهمة في الطرف الآخر كل من جون تيري وفرانك لامبارد ، واكتفى المدرب ب(تربيع يديه) متلفتا يمنة ويسرة تارة .. و(حك شعره) تارة أخرى ، فأعطت الكرة من يستحق في ذلك اليوم..كما فعلت بالأمس